لا تزال الشركات تدرك أهمية التسويق بطرقها المختلفة الرقمية أو التقليدية في إنجاح واكتساب الظهور لعلامتها التجارية, فعلى الرغم من التطور الكبير في وسائل الترويج للمنتجات أو الخدمات والتحول من الطرق الكلاسيكية إلى الترويج عبر الانترنت, إلا أن التسويق التقليدي يحظى باهتمام عدد لا بأس به من أصحاب الأعمال والشركات التجارية.
لذا, في مقالتنا هذه سنوضح مفهوم التسويق الرقمي والتقليدي, ومميزات وعيوب كل منهما, وما هو التسويق المناسب لنشاطي التجاري؟
ما هو التسويق الرقمي ؟
يعد مصطلح التسويق الرقمي أعم وأشمل من التسويق الالكتروني الذي يتم فيه الترويج تحديدآ عبر الانترنت, لذا فإن التسويق الرقمي يتم فيه استخدام التقنيات والقنوات الرقمية لتسويق المنتجات والخدمات سواء عبر الانترنت أو لا لتنمية وتوسيع الشركة.
يعد وسيلة فعالة للشركات للوصول إلى جمهورها المستهدف، وبناء الوعي بالعلامة التجارية، وزيادة المبيعات، والتفاعل مع العملاء.
حيث تساعد استراتيجيات التسويق الرقمي الشركات على إنشاء اتصالات ذات مغزى مع عملائها المستهدفين من خلال إشراكهم في
محادثات حول منتجات الشركة أو خدماتها.
قنوات التسويق الرقمي الحديثة
-
التسويق عبر الهاتف
يمكن من خلال إرسال الرسائل النصية القصيرة SMS عبر الهاتف المحمول الوصول إلى قاعدة جماهيرة كبيرة وإنشاء عملاء مخلصين
من خلال إطلاعهم على أحدث الحملات والعروض والتحديثات.
وفقآ للدراسات, فإن أكثر من 80% من الرسائل يتم قراءتها في غضون دقائق, وهذا يفسر الارتباط الكبير بين الناس وهواتفهم.
تعد صناعة المحتوى التسويقي من الطرق الحديثة في الترويج عبر الانترنت, من خلاله يمكن للشركة إيصال الفكرة والرسالة للجمهور والتعبير عن المشاعر وتكوين علاقة تجذب انتباههم.
أضحى المحتوى بكافة أشكاله المسموعة أو المقروءة أو المرئية جزءآ من العملية التسويقية من أجل ترسيخ العلامة التجارية وبالتالي زيادة المبيعات والشراء.
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة الاستخدام لطرح المحتوى ومشاركة المنتجات والخدمات للفئات العمرية المختلفة.
يميل الجمهور في الوقت الحديث للتسوق عبر الانترنت, لذا تعد المنصات الرقمية المختلفة مثل فيسبوك, تويتر, سناب شات , انستجرام , يوتيوب وغيرها من القنوات فرصة للوصول إلى هذا الجيل.
-
التسويق عبر محركات البحث (SEO&SEM)
تعد محركات البحث والتي من أشهرها جوجل من أكثر الوسائل التي يجري فيها البحث عن أفضل المنتجات أو الخدمات, يمكن استغلال ذلك من خلال بناء موقع ويب أو متجر الكتروني واتباع معايير السيو وتصدر نتائج البحث الأولى بشكل مجاني أو مدفوع عن طريق إعلانات جوجل.
-
التسويق عن طريق البريد الالكتروني
الغالبية العظمى من مستخدمي الانترنت يستخدمون البريد الالكتروني, لذا فان التسويق للنشاط التجاري عبر الايميل لا يقل أهمية عن باقي القنوات, يعد سرعة تحقيق الأهداف والوصول إلى العملاء المحتملين وقلة التكلفة من أهم مزايا الايميل ماركتينج.
هناك أنواع أخرى للتسويق الرقمي مثل التسويق بالعمولة و الدفع مقابل النقرة, التسويق الداخلي, نكتفي بالحديث عن أهمها
ما هو التسويق التقليدي ؟
هو شكل من أشكال التسويق بل هو أقدمهم يعتمد على الطرق الكلاسيكية الغير متصلة بالانترنت في الترويج للمنتجات أو الخدمات.
ظل هذا النوع منتشرآ الى حين ظهور التسويق الرقمي في تسعينات القرن الماضي, حيث شهدت تلك القترة تحولآ وتوجهآ كبيرآ نحو التسويق عبر الانترنت , إلا أن بعض الشركات لا تزال تتبع الأساليب القديمة في التسويق وترى في ذلك تناسب هذا النوع مع طبيعة عملها ونشاطها التجاري.
أنواع التسويق التقليدي القديم
- المطبوعات والصحف والمجلات
- البث التلفزيوني والإذاعي
- اللوحات الاعلانية
- البريد المحلي أو المباشر
- المعارض التجارية والديكورات
- رعاية الحفلات أو المناسبات
6 فروقات بين التسويق الرقمي والتقليدي
من خلال عمل مقارنة بسيطة تبين الاختلاف بين النوعين , يمكن توضيح مزايا وعيوب كل شكل من حيث :
- الأدوات المستخدمة
يتمثل جوهر الاختلاف الرئيسي بين النوعين في الطرق التي يستم استخدامها في التسويق, فالترويج الكلاسيكي يعتمد على الوسائط التقليدية في الوصول للجمهور كالصحف والمجلات والنشرات والتلفزيون.
على عكس ذلك, يعتمد التسويق الالكتروني على الوسائط الرقمية كوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية.
- الجمهور المستهدف
يتيح التسويق التقليدي التواصل مباشرة مع الجمهور, وهذه تعتبر ميزة جيدة لمعرفة بيانات وخصائص الجمهور, ولكن محدودية التسويق القديم على النطاق المحلي.
في المقابل التسويق الرقمي يمكن الوصول إلى أكبر جمهور مستهدف بغض النظر عن النطاق الجغرافي.
- دقة الاستهداف
من خلال الأدوات التي توفرها منصات التسويق الرقمي, يمكن تحديد الفئة المستهدفة وخصائصهم واهتماماتهم والمنطقة الجغرافية واستبعاد الجمهور الغير مناسب لطبيعة النشاط التجاري.
بينما في التقليدي لا يضمن وصول الإعلان للأشخاص المهتمين بالمنتج أو الخدمة المقدمة وبالتالي عدم تحقيق نتائج مرضية.
- السرعة القياسية
تخيل كم من الوقت الذي يستغرقه تحضير المطبوعات والجرائد أو عمل إعلان فيديو عبر التلفاز للتسويق لمنتج أو خدمة
في حين لا يتعدى دقائق معدوة لإنشاء حملة عبر جوجل أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- التكلفة والميزانية
من عيوب التسويق التقليدي التكلفة الكبيرة, تخيل أن سعر الإعلان على إحدى قنوات التلفاز يتعدى ال 100 ألف دولار شهريآ
في حين أنه يمكن تحقيق ذلك وبنتائج أفضل من خلال حملات جوجل أو الفيس أو غيرها بأقل من 1000 دولار شهريآّ !!
- قياس النتائج ومتابعة الأداء
توفر أدوات التسويق الرقمي إحصائيات وتحليلات لمعرفة كم يكلف الشخص الذي شاهد الإعلان, وكم عددهم ومدى رضاهم وبالتالي سهولة تحليل الأداء وتغيير الحملة الاعلانية وفقآ لذلك.
بينما لا يمكن الحصول على نتائج دقيقة وواضحة في التسويق الرقمي لقياس مدى نجاح الحملة الاعلانية ونسبة وصولها للعملاء.
من هو الأفضل الرقمي أم التقليدي؟
على الرغم من النتائج الباهرة التي يحققها التسويق الرقمي والفعالية الكبيرة في الاستهداف الصحيح للعملاء, إلا أنه لا يمكن إنكار أهمية التسويق بالطرق التقليدية.
والناظر إلى معظم الشركات العالمية, يجد اهتمام هذه الشركات بالجزء التقليدي إلى جانب التواجد عبر وسائل التسويق الرقمي الحديثة. لذا لا يمكن إهمال أي نوع في سبيل زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتوسيع المبيعات والأرباح بكل الطرق.
ما هو المناسب لشركتي التقليدي أم الرقمي ؟
إذا كنت تفضل إختيار أحد النوعين لا بد من وضع بعض المحددات ومنها:
- تحديد شخصية المستهدف
حتى تحدد الخيار المناسب في التسويق لا بد من معرفة سلوك جمهورك إذا كان من النوع الذي يبتعد عن العالم الالكتروني
أو لا يجد وقتآ لذلك أو من محبي الجرائد والقراءة أو حتى لا يملك تلك الموارد ككبار السن أو الأمهات مثلآ أو مناطق الريف, فعندها خيارك الأفضل سيكون التسويق التقليدي.
- الميزانية المتوفرة
إذا لم يكن لديك الميزانية الكبيرة خاصة إذا كنت في بداية الأمر, هنا عليك اختيار التسويق الرقمي نظرآ لقلة التكاليف مقارنة بالتقليدي.
في حين اذا كانت لديك ميزانية متوفرة يمكنك استخدام الإعلانات التلفزيونية أو بانرات الطرق وغيرها من الوسائل.
الخاتمة:
بشكل عام، يمكن أن يكون كل من التسويق الرقمي والتسويق التقليدي ناجحين اعتمادًا على أهداف الحملة. فلكل منهما مزاياه الفريدة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تطوير إستراتيجية إعلانية.